لا شك لدينا أن المخاطرة المادية الكبيرة التي تقدم عليها الشركان الناشئة عند الافتتاح كفيلة بأن تحطمها كليًا إذا ما تعرضت للفشل أو الانهيار في السنوات الخمس الأولى من عملها، ولكن مع وجود برامج دعم ريادة الأعمال أصبح بإمكان هذه الشركات تقليل الخسارة إلى حد كبير، إذ تعمل الحكومات وبعض المؤسسات على من خلال هذه البرامج على تمويل هذه الشركات وتدريبها من أجل تحويل الأفكار الإبداعية إلى مشاريع ناجحة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وفي هذا المقال، سنستكشف كيف تساعد برامج الدعم الريادي في تمهيد الطريق أمام الشركات الناشئة لتحقيق النجاح والاستدامة، إليك التفاصيل من تكنولوتريك.
أهمية برامج دعم رواد الأعمال
لا شك لدبنا أن الشهرة الواسعة التي تمتلكها برامج دعم رواد الأعمال على مستوى العالم لم تأت عن عبث، فهي تمتلك العديد من الميزات والإيجابيات التي تجعلها فعالة بشكل رائع، حيث أنها اكتسبت أهميتها من الأمور التالية:
- تأمين رأٍس المال اللازم لفتح المشروع المقترح.
- تقديم كورسات تدريبية ومناهج مدروسة في تخطيط الأعمال.
- اكتساب خبرة عملية في اتجاهات السوق.
- وضع استراتيجيات أعمال فعالة.
أفضل برامج الدعم الحكومي لرواد الأعمال في العالم
تتعدد برامج دعم رواد الأعمال وتتنوع من بلد إلى آخر حسب نمط الاقتصاد الذي يحكمه والوضع العام له، ولكن هناك بعض البرامج المميزة التي حققت نجاحًا عالميًا لا نظير له على الإطلاق، وقد جهزنا لكم هذه البرامج على الشكل التالي:
Small Business Administration | Start-Up Chile | Innovate UK | Enterprise Ireland |
يقدم قروضًا ميسرة ودعمًا استشاريًا للمشاريع الصغيرة، وهو موجود في الولايات المتحدة. | يهدف إلى جذب رواد الأعمال العالميين إلى تشيلي من خلال تقديم تمويل ورعاية لهم. | يقدم منحًا من أجل دعم الابتكار في الشركات الناشئة في المملكة المتحدة. | يوفر دعمًا شاملًا للشركات الناشئة في أيرلندا من خلال التمويل والتوجيه. |

التمويل والاستثمار: كيف تساعد الحكومات رواد الأعمال
في الواقع تلعب الحكومات دورًا رئيسيًا في توفير التمويل اللازم والفعال لرواد الأعمال في مختلف القطاعات، حيث أنها تقدم لهم العون والمساعدة من خلال الأمور التالية:
- القروض الميسرة: إذ تقدم الحكومات قروضًا بفوائد منخفضة من أجل مساعدة رواد الأعمال على بدء مشاريعهم والانطلاق بها دون أي قلق.
- المنح: حيث توفر بعض الحكومات منحًا غير قابلة للسداد في سبيل دعم المشاريع الابتكارية والمميزة.
- الصناديق الاستثمارية: بما يعني إنشاء صناديق استثمارية تدعم الشركات الناشئة وتساعدها في الحصول على التمويل اللازم لكي تنمو بشكل فعال.
اقرأ أيضاً: أفضل قوالب ووردبريس للقنوات الإخبارية
التدريب والتوجيه: دور البرامج في تأهيل رواد الأعمال
تعد برامج التدريب والتوجيه من أهم العناصر المؤثرة في نجاح برامج دعم رواد الأعمال، فهي تقدم لهم كل ما قد يحتاجونه من أجل تأهيلهم وتدريبهم في سبيل انطلاقة مميزة وبداية ناجحة، ومن أبرز خدمات التأهيل نذكر:
- ورش العمل والدورات التدريبية: حيث تقدم لهم معلومات قيمة وفعالة حول كل ما يخص إدارة الأعمال، التسويق، والإدارة المالية أيضا.
- التوجيه الفردي: من خلال السماح للرواد بالحصول على المشورة من أكبر الخبراء في المجال الذي يريدون العمل به، مما يساعدهم بشكل كبير على تجنب الأخطاء الشائعة.
- شبكات التواصل: والتي تساهم في ربط رواد الأعمال مع أهم المستثمرين والشركاء المحتملين.
قصص نجاح رواد أعمال استفادوا من برامج الدعم
قد ينتابك بعض الشك في مدى مصداقية برامج دعم رواد الأعمال سواء في تقديم العون المادي أو الخدمات التدريبية، لهذا السبب فقد جلبنا لك قصص نجاح لبعض رواد الأعمال الذين نالوا الاستفادة الكاملة من برامج الدعم على الشكل التالي:
إيلون ماسك:
هو رائد أعمال ومخترع معروف بتأسيسه عدة شركات تكنولوجية ناجحة مثل “تسلا” و”سبيس إكس، ولد في جنوب أفريقيا وانتقل إلى الولايات المتحدة من أجل الدراسة في جامعة بنسلفانيا.
في بداية مسيرته، أسس شركة “Zip2” التي قدمت خدمات الدليل التجاري عبر الإنترنت، حيث حصل على التمويل من مستثمرين، مما ساعده على تطوير الشركة، وبعد بيع هذه الشركة، قام باستخدام الأموال التي جمعها لتأسيس “X.com”، والتي هي عبارة عن خدمة مصرفية عبر الإنترنت، وقد تطورت لاحقًا إلى “باي بال “، وقد استفاد ماسك من برامج دعم رواد الأعمال في تلك الفترة كثيرًا، حيث حصل على استثمارات أولية ومشورة من مستثمرين وشركات رأس المال المخاطر، وبعد نجاح “باي بال”، توجه إلى مجالات جديدة مثل الطاقة المتجددة والفضاء، حيث أسس “سبيس إكس” و”تسلا”، وأصبح واحدًا من أغنى الأشخاص في العالم.
دور الحاضنات والمسرعات في دعم المشاريع الناشئة
تعتبر الحاضنات والمسرعات ذوات الدور الأكبر في دعم المشاريع الناشئة ورواد الأعمال بكافة مجالاتهم، فهي تقدم لهم الخدمات الآتية:
- دعم فني وإداري: فهي تساعد المشاريع الناشئة على تطوير أفكارها وتحسين نماذج أعمالها لتحقيق الأفضلية.
- تمويل أولي: إذ إنها تؤمن تمويلًا مبكرًا للمشاريع الناشئة والمبتكرة.
- شبكات تواصل: من خلال ربط رواد الأعمال مع كل من المستثمرين والخبراء من أجل تحقيق أفضل النتائج.
اقرأ أيضاً: تأثير التكنولوجيا على التعليم في العصر الحديث
كيفية اختيار برنامج دعم ريادي مناسب لمشروعك
حتى تتمكن من اختيار برنامج الدعم المناسب لمشروعك، فإنه يجب عليك أن تأخذ بالاعتبار بعض النقاط المهمة كما يلي:
- احتياجات المشروع: أي تحديد فيما كنت بحاجة إلى تمويل، تدريب، أو توجيه.
- سمعة البرنامج: يقصد بها البحث عن تقييمات وآراء المشاركين السابقين فيه.
- الملاءمة: من خلال التحقق من أن البرنامج يتناسب مع نوع مشروعك و قطاعك الذي تعمل به.

التحديات التي تواجه برامج دعم رواد الأعمال وطرق تحسينها
على الرغم من شهرة برامج دعم رواد الأعمال على مستوى العالم وتقديمها الكثير من الخدمات، إلا أن هناك بعض التحديات والصعوبات التي تواجهها وتقف عائقا في سبيل تطورها أكثر، ومن أبرز هذه التحديات نذكر لكم:
- نقص الوعي: إذ إن العديد من رواد الأعمال على مستوى العالم لا يعرفون حتى بوجود مثل هذه البرامج.
- الإجراءات المعقدة: حيث تكون عملية التقديم على هذه البرامج طويلة ومعقدة بعض الشيء.
- تفاوت الجودة: فقد يكون هناك اختلاف كبير في جودة البرامج.
ومن أجل العمل على تحسين هذه البرامج فإنه يمكن القيام بكل مما يلي:
- زيادة التوعية: وذلك عبر استخدام وسائل الإعلام وورشات العمل من أجل نشر المعلومات الكاملة حول هذه البرامج.
- تبسيط الإجراءات: مما يعني جعل عملية التقديم أكثر سهولة ووضوحًا.
- تقييم البرامج بانتظام: وذلك من أجل ضمان تحقيق النتائج المرجوة.
وفي الختام، يسرنا القول أن برامج دعم رواد الأعمال هي بمثابة فرصة ذهبية لأي شخص يرغب في تحويل فكرته إلى مشروع ناجح، فسواء سواء كنت بحاجة إلى تمويل، توجيه، أو تدريب، فإن الاستفادة من هذه البرامج يمكن أن يساعدك في العثور على المسار الصحيح نحو النجاح، ومع استمرار التطور في الاقتصاد العالمي ككل، أصبح دور ريادة الأعمال أكبر، وذلك من خلال خلق فرص العمل وتعزيز الابتكار، لهذا السبب، لا تتردد في البحث عن البرنامج المناسب لك والانطلاق نحو مستقبل أكثر إشراقًا.
المصادر: