في ظل هذا التطور التقني الهائل الذي نشهده مؤخرًا بات الهاتف المحمول جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية ومع تزايد الاعتماد عليه شيئًا فشيئًا، ظهرت لدينا مشكلة نفاذ البطارية بسرعة، وبما أن بطارية الهاتف الذكي تعتبر من أهم المكونات التي تؤثر على تجربة المستخدم، وهي تلعب دورًا حاسمًا في قدرة الجهاز على العمل بكفاءة فهل تساءلت يومًا لماذا يحدث ذلك؟ هناك العديد من العوامل التي تؤثر على عمر البطارية، بدءًا من إعدادات الهاتف نفسها إلى التطبيقات التي تستخدمها، إليك التفاصيل من تكنولوتريك.
العوامل التي تؤثر على عمر بطارية هاتفك الذكي
في الواقع هناك الكثير من العوامل التي تلعب دورًا هامًا في التأثير على عمر بطارية هاتفك الذكي وأدائها بشكل عام، ومن أبرز هذه العوامل نذكر لكم:
- استخدام التطبيقات: حيث أن بعض التطبيقات تقوم باستهلاك طاقة أكبر من غيرها، لاسيما تلك التي تعمل في الخلفية بشكل تلقائي أو تتطلب اتصالاً دائمًا بالإنترنت.
- إعدادات السطوع الخاصة بالشاشة: إذ إن زيادة سطوع الشاشة يمكن أن يؤدي إلى استهلاك كمية طاقة أكبر.
- الاتصال بشبكات الإنترنت: أي إن الاتصال بشبكات الواي فاي أو استخدام بيانات الجوال بشكل مستمر يؤثر بشكل مباشر على عمر البطارية.
- الحرارة: ارتفاع درجات الحرارة يمكن أن يؤثر سلبًا على أداء البطارية وعلى عمرها الافتراضي في نفس الوقت.
- العمر الافتراضي للبطارية: فمع مرور الوقت، تفقد البطاريات فعاليتها وقدرتها على الاحتفاظ بالشحن الخاص بها.
إعدادات الهاتف التي تساعد على توفير الطاقة
إذا اردت أن تساعد بطارية هاتفك الذكي على توفير الطاقة بأقصى حد ممكن، فإننا سوف نقدم لك بعض الإجراءات والإعدادات التي يمكنك القيام بها على هاتفك كي تحقق مرادك كما يلي:
- تقليل سطوع الشاشة: ضبط السطوع على مستوى منخفض عندما تكون في المنزل أو استخدام وضع السطوع التلقائي.
- تفعيل وضع توفير الطاقة: إذ إن معظم الهواتف تأتي مع وضع مخصص من أجل توفير الطاقة يمكن تفعيله عند الحاجة (أي عندما يكون لديك مشاكل متكررة في التيار الكهربائي، أو إذا كنت في وجهة إلى مكان لا يوجد فيه كهرباء).
- إيقاف تشغيل خدمات الموقع: وبالتالي يجب تعطيل GPS عندما لا يكون هناك أي حاجة له.
- إغلاق التطبيقات في الخلفية: أي يجب التأكد من إغلاق كافة التطبيقات التي لا تقوم باستخدامها على الإطلاق.
- تعطيل الإشعارات غير الضرورية: حيث أن تقليل عدد الإشعارات الخاصة بتطبيقات معينة يمكن أن يساعد بشكل كبير في تقليل استهلاك البطارية إلى حد معقول.
اقرأ أيضاً: أهمية التشفير في حماية البيانات
نصائح للحفاظ على البطارية في حالة جيدة
حتى تتمكن من الحفاظ على بطارية هاتفك بأفضل شكل، فإن هناك مجموعة من النصائح التي ننصحك باتباعها في سبيل تحقيق هذا الأمر على الشكل التالي:
- تجنب الشحن الزائد: أي لا ينبغي عليك أن تترك الهاتف متصلًا بالشاحن لفترات طويلة بعد اكتمال الشحن فيه.
- حافظ على درجة حرارة معتدلة: تجنب أن يتعرض هاتفك إلى درجات حرارة مرتفعة جدًا أو منخفضة جدًا.
- استخدم الشاحن الأصلي: أي الشاحن الذي يأتي مع الهاتف منذ البداية، وفي حال تلفه احرص على جلب هاتف أصلي ومعتمد لأن الشواحن غير المعتمدة قد تؤدي إلى تلف البطارية في أي لحظة.
- قم بتحديث نظام التشغيل والتطبيقات: حيث أن التحديثات غالبًا ما تحتوي على تحسينات وتعزيزات في كفاءة استهلاك الطاقة الخاصة بالجهاز.
- إعادة تشغيل الهاتف بشكل دوري: إذ إن إعادة تشغيل الهاتف بين فترة وأخرى يساهم بشكل مباشر في تحسين الأداء العام للجهاز.
استراتيجيات شحن البطارية بشكل صحيح
يُعد شحن البطارية بطريقة صحيحة أحد العوامل الأساسية للحفاظ على كفاءتها وإطالة عمرها. فالكثير من المستخدمين يقعون في أخطاء شائعة أثناء الشحن، مثل استخدام شواحن غير أصلية، أو ترك الهاتف متصلاً بالكهرباء لفترات طويلة، مما يؤدي إلى تدهور أداء البطارية بمرور الوقت. ولتفادي هذه المشكلات، من المهم اتباع استراتيجيات شحن صحيحة تساعد في تقليل استهلاك الطاقة وتحافظ على صحة البطارية لأطول فترة ممكنة. فيما يلي بعض النصائح العملية التي يمكن أن تضمن شحنًا أكثر أمانًا وكفاءةً للهاتف الذكي:
استخدام شاحن أصلي مناسب للهاتف
يُعد استخدام شاحن أصلي من أهم العوامل التي تضمن الحفاظ على صحة البطارية. فالشواحن غير الأصلية قد لا توفر الجهد والتيار المناسبين للهاتف، مما يؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة وتقليل كفاءة البطارية على المدى الطويل. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤدي الشواحن المقلدة إلى تلف مكونات الهاتف الداخلية أو حتى التسبب في مخاطر مثل ارتفاع درجة الحرارة أو الحرائق. لذلك، ينصح دائمًا باستخدام الشاحن والكابل المعتمدين من الشركة المصنعة للهاتف لضمان الشحن الآمن والفعال.
تجنب تفريغ البطارية بالكامل أو شحنها بنسبة 100% باستمرار
إحدى العادات الشائعة التي تؤدي إلى تقليل عمر البطارية هي تفريغها تمامًا قبل إعادة شحنها، أو إبقاؤها مشحونة بنسبة 100% طوال الوقت. البطاريات الحديثة، وخاصة بطاريات ليثيوم-أيون، تعمل بشكل أفضل عند الحفاظ على مستوى الشحن بين 20% و80%. تفريغ البطارية بالكامل باستمرار يمكن أن يؤدي إلى زيادة الضغط على الخلايا وتقليل كفاءتها بمرور الوقت، بينما يمكن أن يؤدي الشحن الدائم إلى 100% إلى تسريع عملية التآكل الكيميائي للبطارية.
عدم استخدام الهاتف أثناء الشحن لتقليل الحرارة
استخدام الهاتف أثناء الشحن يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة، مما يؤثر سلبًا على عمر البطارية وأدائها. عندما يكون الهاتف متصلًا بالكهرباء ويُستخدم في تطبيقات تتطلب طاقة كبيرة، مثل الألعاب أو مشاهدة الفيديوهات، فإن الجهاز يولد حرارة إضافية يمكن أن تضر بالبطارية على المدى الطويل. لتجنب ذلك، يُفضل ترك الهاتف ليشحن دون استخدام، أو على الأقل تقليل المهام الثقيلة أثناء الشحن لضمان بيئة شحن آمنة ومثالية.
تأثير تحديثات النظام والإعدادات على البطارية
تلعب تحديثات النظام والإعدادات دورًا كبيرًا في تحسين كفاءة استهلاك البطارية وإطالة عمرها. فمع كل تحديث جديد، تعمل الشركات المصنعة على تحسين إدارة الطاقة، وتقليل استهلاك التطبيقات للموارد، وإصلاح الأخطاء البرمجية التي قد تؤدي إلى استنزاف البطارية. إلى جانب ذلك، يمكن للمستخدمين ضبط إعدادات الهاتف مثل تعطيل التحديثات التلقائية، وإدارة التطبيقات التي تعمل في الخلفية، وتفعيل وضع الطيران عند الحاجة، مما يساعد في تقليل استهلاك الطاقة. من خلال فهم تأثير هذه العوامل وضبط الإعدادات بشكل صحيح، يمكن تحسين أداء البطارية والاستفادة القصوى من طاقة الهاتف:
تحديثات النظام التي تحسن من كفاءة استهلاك الطاقة
تعمل شركات الهواتف الذكية باستمرار على تحسين أنظمة التشغيل لتقليل استهلاك البطارية. لذلك، فإن تحديث نظام التشغيل بشكل دوري يمكن أن يساهم في تحسين كفاءة البطارية من خلال تحسين إدارة الطاقة وإصلاح الأخطاء البرمجية التي قد تؤدي إلى استهلاك زائد للطاقة. كما أن بعض التحديثات توفر ميزات جديدة مثل الوضع الفائق لتوفير الطاقة، الذي يساعد في إطالة عمر البطارية عند الحاجة.
ضبط إعدادات الهاتف مثل تعطيل التحديثات التلقائية
التحديثات التلقائية للتطبيقات قد تكون مفيدة، لكنها تستهلك البطارية بشكل كبير، خاصة إذا كانت تعمل في الخلفية بشكل مستمر. من الأفضل ضبط الهاتف بحيث يتم تنزيل التحديثات يدويًا أو عندما يكون الهاتف متصلاً بشبكة Wi-Fi فقط. كما يمكن تعطيل تحديثات الخلفية للتطبيقات التي لا تحتاج إلى تحديث مستمر، مما يقلل من استنزاف البطارية ويحافظ على أدائها لفترة أطول.
تفعيل وضع الطيران في الأماكن ذات تغطية ضعيفة لتقليل استهلاك الطاقة
عندما يكون الهاتف في منطقة ذات تغطية ضعيفة، فإنه يبذل مجهودًا كبيرًا في البحث عن إشارة الشبكة، مما يؤدي إلى استهلاك طاقة البطارية بشكل أسرع. في هذه الحالات، يُفضل تفعيل وضع الطيران، الذي يوقف جميع اتصالات الهاتف مثل الشبكة الخلوية والبلوتوث وWi-Fi، مما يقلل من استهلاك البطارية بشكل كبير. يمكن أيضًا إيقاف تشغيل بيانات الهاتف في المناطق التي يكون فيها الاتصال ضعيفًا للحفاظ على طاقة البطارية.
الصيانة الدورية للحفاظ على البطارية
تُعد الصيانة الدورية للبطارية أمرًا ضروريًا للحفاظ على أدائها وكفاءتها على المدى الطويل. فمع الاستخدام المستمر، قد تتعرض البطارية لمشكلات مثل تراكم الأوساخ في منفذ الشحن، أو استهلاك زائد للطاقة بسبب التطبيقات غير المُدارة، أو حتى انتفاخ البطارية نتيجة لعوامل مثل الحرارة الزائدة أو الشحن غير الصحيح. لذلك، فإن اتخاذ بعض الإجراءات البسيطة مثل تنظيف منفذ الشحن بانتظام، وإعادة تشغيل الهاتف بشكل دوري، وفحص البطارية للتأكد من سلامتها، يمكن أن يساعد في منع العديد من المشكلات الشائعة وإطالة عمر البطارية. من خلال الالتزام بهذه العادات، يمكن للمستخدمين ضمان استمرارية أداء هواتفهم بكفاءة دون الحاجة إلى استبدال البطارية بسرعة:
تنظيف منفذ الشحن بشكل منتظم
مع مرور الوقت، قد يتراكم الغبار والأوساخ داخل منفذ الشحن، مما يؤدي إلى ضعف الاتصال بين الكابل والهاتف، وبالتالي بطء عملية الشحن أو حتى فشلها تمامًا. لتنظيف المنفذ، يمكن استخدام فرشاة صغيرة أو عود أسنان ناعم لإزالة الشوائب بلطف. من المهم تجنب استخدام أي أدوات معدنية قد تتسبب في تلف المنفذ أو حدوث ماس كهربائي.
إعادة تشغيل الهاتف بشكل دوري
إعادة تشغيل الهاتف بانتظام تساعد في تحرير الذاكرة العشوائية (RAM) وإغلاق التطبيقات التي تعمل في الخلفية وتستهلك الطاقة دون داعٍ. كما يمكن أن يحل هذا الإجراء بعض المشكلات التقنية التي قد تؤدي إلى استنزاف البطارية بسرعة. يُنصح بإعادة تشغيل الهاتف على الأقل مرة واحدة كل بضعة أيام للحفاظ على أدائه العام وكفاءة البطارية.
فحص البطارية والتأكد من عدم انتفاخها
انتفاخ البطارية من العلامات الخطيرة التي تدل على تلفها ويجب التعامل معها فورًا. قد يؤدي الاستخدام المفرط، التعرض للحرارة، أو استخدام شواحن غير أصلية إلى انتفاخ البطارية، مما يزيد من خطر تسرب المواد الكيميائية أو حتى الانفجار في بعض الحالات. في حال ملاحظة أي تغير في شكل البطارية، مثل انتفاخها أو خروج روائح غريبة منها، يجب التوقف عن استخدامها فورًا واستبدالها في مركز صيانة معتمد.
متى يجب استبدال البطارية؟
في حال أنك بدأت تلاحظ أن هاتفك يستنزف شحن البطارية الخاصة به بسرعة غير معقولة أي أكبر من المعتاد، أو إذا كان يحتاج إلى الشحن أكثر من مرة في اليوم بالرغم من الاستخدام العادي فقط دون الضغط عليه، فإنه قد يكون الوقت حان من أجل استبدال بطارية هاتفك بلا شك، ولا ننسى أنه إذا كانت البطارية تتعرض للانتفاخ أو تظهر عليها علامات تلف، يجب عليك استبدالها بشكل فوري وسريع.
اقرأ أيضاً: مراجعة شاملة لهاتف iPhone 16 – هل يستحق الترقية؟
أسئلة شائعة حول عمر بطارية هاتفك الذكي
هل يؤثر استخدام الوضع الليلي على عمر البطارية؟
في الواقع نعم يؤثر، إذ إن تفعيل الوضع الليلي يمكن أن يساعد في تقليل استهلاك الطاقة خاصةً على الشاشات من نوع OLED.
هل يجب أن أشحن هاتفي كل ليلة؟
ليس بالضرورة؛ ولكن من الأفضل أن تشحن الهاتف عندما يكون مستوى البطارية منخفضًا مع تجنب تركه متصلًا بالشاحن لفترات طويلة بعد اكتمال الشحن.
كيف يمكنني معرفة التطبيقات الأكثر استهلاكًا للطاقة؟
يمكنك التحقق من إعدادات البطارية في هاتفك لمعرفة التطبيقات التي تستهلك أكبر قدر من الطاقة.
كملخص لما سبق، يمكن القول إنه في حال كنت ترغب في جعل بطارية هاتفك تدوم لأطول وقت ممكن، فإن اتباع النصائح والإرشادات المذكورة أعلاه هو الحل الأنسب لك، وذلك من خلال إدارة إعدادات الهاتف بشكل فعال مع الحفاظ على البطارية في حالة جيدة، كي تتمكن من تحسين عمرها الافتراضي والاستمتاع بتجربة استخدام أفضل.
