في ظل التطور التقني الهائل الذي يشهده عصرنا حاليًا دخلت الكثير من التقنيات والأدوات إلى خط التقدم التكنولوجي وأخذت حيزًا كبيرًا من عملية التطور على جميع الجوانب، ولاسيما تقنيتي الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي اللتان أصبحتا الأساس في أي نقاش علمي أو تطبيق عملي في أي مجال، إذ يمكن اعتبار الذكاء الاصطناعي على أنه القدرة التي تمتلكها الأنظمة الحاسوبية في محاكاة الذكاء البشري عند التعلم، إنجاز المهام المختلفة أو حتى القدرة على حل المشكلات، بينما يركز التعلم الآلي على جعل الآلات تتعلم من البيانات وتحسين أدائها مع مرور الوقت دون الحاجة إلى أي برمجة صريحة، إليك التفاصيل من تكنولوتريك.
الفرق بين الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي بالتعريف
قبل أن نبدأ و نتوسع في شرح الفروقات العامة بين الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي فإنه لا بد لنا من الاطلاع على تعريف كل منهما، حيث يعرف الذكاء الاصطناعي بأنه أحد الفروع المشتقة من علم الحاسوب، والذي يهدف إلى ابتكار وتصميم أنظمة تستطيع القيام بأي مهمة تتطلب ذكاءً بشريًا، مثل التعرف على الصور، أو اتخاذ القرارات، وهو يتضمن مجموعة واسعة من التقنيات الحديثة والمتنوعة على نمط معالجة اللغة الطبيعية، الرؤية الحاسوبية، وأنظمة الخبرة أيضًا.

أما فيما يتعلق بالنمط الآلي، فإنه يصنف كأحد فروع الذكاء الاصطناعي، ولكنه يركز بشكل أكبر على تطوير خوارزميات تسمح للآلات بالتعلم من البيانات مهما كان نوعها، إذ يعتمد هذا المجال على مهارات تحليل البيانات وكيفية استخراج الأنماط منها، ومع تراكم التجارب شيئًا فشيئًا سوف تتمكن الأنظمة من تحسين أدائها وتطوير استراتيجياتها بشكل مدروس، ولا يفوتنا أن ننوه إلى أن هذا النوع من التعلم يقسم إلى عدة أنواع، نذكر منها التعلم تحت المراقبة، التعلم غير الخاضع للمراقبة، والتعلم المعزز.
اقرأ أيضاً: أفضل لابتوبات للأعمال 2025- دليل شامل لاختيار أفضل لابتوب للأعمال هذا العام
العلاقة بين الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي
بما أن التعلم الآلي يعتبر أحد فروع الذكاء الاصطناعي، فإن العلاقة بينهما حتمًا ستكون متداخلة ومتكاملة بشكل كبير، حيث أنه يمكن اعتبار أن تقنيات التعلم الآلي ككل تعتمد على الذكاء الاصطناعي بشكل كامل ولا يمكن أن يكتمل أدائها دون الاستعانة بالعديد من استراتيجياته وخطط عمله، بينما في الجهة الأخرى فإن تقنيات الذكاء الاصطناعي تعتبر مستقلة تمامًا عن التعلم الآلي، ولا يتعلق أي نشاط بها على الإطلاق.
أمثلة على تطبيقات الذكاء الاصطناعي
لا شك لدينا أن الشهرة الواسعة التي يمتلكها الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم لم تأت عن عبث، إذ إن هناك العديد من التطبيقات التي تعتمد في عملها على الذكاء الاصطناعي بشكل رئيسي، ومن أبرز هذه التطبيقات نذكر لكم ما يلي:
- المساعدات الصوتية على نمط Siri وGoogle Assistant، حيث أنها تستخدم خوارزميات معالجة اللغة الطبيعية من أجل فهم الأوامر الصوتية.
- التوصيات الشخصية المستخدمة في بعض المنصات العالمية مثل Netflix وAmazon ، إذ يتم تحليل سلوك المستخدم في تقديم توصيات مخصصة.
- تشخيص الأمراض وتحليل الصور الطبية.
- السيارات ذاتية القيادة التي تعتمد في عملها على تقنيات الرؤية الحاسوبية والتعلم الآلي في تحديد البيئة المحيطة بها.
- تقنيات الأمن السيبراني وطرق اكتشاف التهديدات الأمنية بشكل مسبق.
أمثلة على التعلم الآلي
وفي إطار ما ذكرناه في الأعلى عن الأمثلة المرتبطة بتطبيقات الذكاء الاصطناعي، فإنه لا بد من التنويه إلى بعض الأمثلة الخاصة بالتعلم الآلي، والتي قد وضحناها لكم على الشكل التالي:
- تحليل المعاملات المالية والكشف عن عمليات الاحتيال.
- فهم وتحليل رغبات العملاء عند التسويق لمجال محدد.
- ترجمة النصوص بدقة.
- المساعدة في اتخاذ القرارات الاستراتيجية الخاصة بالشركات الكبرى.
- تطوير الألعاب بمختلف أنواعها.
الفروق التقنية بين الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي
وحتى نستكمل كل معلوماتنا حول الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي فإننا سوف نستعرض لكم الفروق التقنية بينهما على الشكل الآتي:
من حيث | الذكاء الاصطناعي | التعلم الآلي |
الهدف | محاكاة الذكاء البشري بشكل عام. | تحسين الأداء من خلال التعلم من البيانات. |
الطرق المستخدمة | قواعد البيانات، المنطق، والخوارزميات التقليدية. | خوارزميات الانحدار، الشبكات العصبية، وأشجار القرار. |
اقرأ أيضاً: كيفية تحسين كفاءة الطاقة في المنازل باستخدام التكنولوجيا خلال الشتاء
الاستخدامات في الحياة اليومية
بشكل عام، لا يمكن أن يخلو أي نشاط نمارسه في حياتنا اليومية حاليًا من إحدى هاتين التقنيتين أو حتى كلاهما معا، حيث نوضح لكم أبرز استخدامات الذكاء الاصطناعي وفق الآتي:
- تحليل البيانات في عدة مجالات، على نمط التسويق والطب.
- التطبيقات الصوتية بكافة أنواعها.
- تطوير ألعاب الفيديو كي تصبح تفاعلية بشكل أكبر.
بينما تتلخص الاستخدامات اليومية للتعلم الآلي كما يلي:
- تشخيص المرض المناسب من الصور الطبية المأخوذة من أحد تطبيقاتها.
- الكشف عن كل الخروقات والتجاوزات الأمنية التي قد تتعرض لها.
- التوصيات الشخصية الموجودة على الكثير من المنصات العالمية.

مستقبل الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي
في الحقيقة، تشير التوقعات المقدمة من قبل خبراء التكنولوجيا والشركات العالمية إلى أن مستقبل هاتين التقنيتين سوف يكون مبهرًا للغاية وفعالًا في الكثير من المجالات المتنوعة، حيث يمكن أن تشمل التطورات المستقبلية النقاط التالية:
- تطوير الخوارزميات بحيث تستوعب كمية أكبر من البيانات.
- دمجها في العديد من التطبيقات المتطورة لمختلف المجالات.
- تحسين تجربة المستخدم من خلال زيادة قدرتها على فهم المشاعر والسلوكيات البشرية.
- ضرورة وضع معايير أخلاقية وتنظيمية من أجل ضمان استخدام هذه التقنيات بشكل آمن ومسؤول.
وفي الختام، يسرنا القول إن كل من تقنيتي الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لهما دور أساسي وفعال في عالم التكنولوجيا الحديثة، بالإضافة إلى أن فهم الفروق بين هذين المجالين واستخداماتهما المتنوعة سوف يمكن الأفراد والمجتمعات من تحقيق الاستفادة القصوى من هذه التقنيات، ومع استمرار التطور في هذا المجال، ينبغي علينا أن نكون أوعى من ناحية التحديات الأخلاقية والاجتماعية التي قد تطرأ لدينا.